أعذرني...
دموعي تبلل وجنتيك حتى قبل رحيلك...
لا تبتعد عني أرجوك...
أراك أمامي...ببزتك العسكرية...و أنت تلملم حاجياتك....
كم أتذكر الآن أيامنا معا....
عندما كنت تداعب بحنان أناملك خصلات شعري....
عندما كنت تعود قبل المغيب و قد بلل عرق العمل قميصك لأستقبلك بحرارة بين ذراعي...
عندما كنت انام بين أحضانك المليئة بشوق الدفء و عشق الأمان....
عندما كنت ألتجأ إليك يا مرسي الآمن أيام مشاكلي و آهاتي....
عندما كنت تزرع فوق شفتي قبلاتك الرقيقة و تلمس بعطف يديك أناملي الباردة...
أذكر كل هذا الآن...
و أنا أقف أمامك...
دموع العين تنهش وجنتي و رنين ألحان السعادة مزق أحلامي...
و كلما نظرت إلى أطفالك انعقد لساني...اختنق صوي بعبراتي...
و كلما سمعت ضحكة أحدهم....كيف سيضحك من بعدك...؟؟
لا تبتعد عني أرجوك...
لا تتركني مبعثرة الاماني محطمة القلب كسيرة العضد...
لا تحمّلني مسؤولية تُثقل ظهري....حيدة أنا لا شئ بدونك....
لا تبتعد عني أرجوك...
و أنا أراك تقف تقبل أطفالك عند عتبت الرحيل...
(الآن بابا يرحل و غدا يعود...)
أحقا ستعود...أم أن ثوب الموت سيخطفك منا..؟؟
و هنا أتشبث أنا بقميصك....
أعانق خيال وحدتي و أتنفس الهوء المغبر بالوحشة....
حبيبي...
ها هي سنوات خمس مرت...
و أنت لم تعد بعد...
أبناؤك اشتاقو و حنيني قطع قلبي...
لا تبتعد عني أرجوك...
لا تبتعد عنا أرجوك...